|
Article Details |
|
|
Article Listing | Search Articles | More Articles in مقالات | More Articles by عصام الزامل |
خرافة السعودي الكسول |
by عصام الزامل - 01/30/2012 |
|
عذر يردده القطاع الخاص بشكل دائم – مبررا عجزه عن استقطاب الشباب السعودي في منشآته وعجزه عن رفع نسب السعودة – السعودي كسول، غير منضبط، لا يحترم العمل، وغير منتج. وتستمر الأعذار: الشاب السعودي يفتقد لثقافة العمل، وغير مؤهل، ومخرجات تعليمه لا تناسب سوق العمل، وتستمر الإسطوانة بلا نهاية…
ما حقيقة هذه الإدعاءات؟ إن كان ما يقوله القطاع الخاص صحيحا، فكيف نفسر أداء الشباب السعودي في بعض القطاعات الأخرى؟ كأرامكو وسابك والبنوك. وهي قطاعات لا يشكك أحد بتميز السعودي فيها وانضباطه وتفوقه. فهل يحمل موظفو هذه القطاعات جينات مختلفة عن بقية السعوديين؟ بالتأكيد لا. فما التفسير إذن؟
التفسير الحقيقي لهذا الفارق بين إنتاجية السعودي في القطاعات التي ذكرناها وبقية المنشآت القطاع الخاص، هو الحافز المادي المجزي وبيئة العمل الصحية التي تساعد على أن يكون الموظف عنصرا منتجا ومنضبطا. وهذا العامل، وخاصة عامل الحافز المادي هو الذي يحاول القطاع الخاص لفت الأنظار عنه. فمعدل رواتب السعوديين في القطاع الخاص لا يتجاوز 3200 ريال شهريا، وهو راتب لا يكاد يكفي لعازب فضلا عن شاب يخطط لبناء مستقبله وتكوين إسرة له. فأي طموح أو أمل نتوقعه لهذا الشاب؟ وأي حافز يدفعه للإنضباط والإنتاج. بالإضافة إلى بيئة عمل سيئة جدا، يتوقع فيها صاحب العمل أن يعمل فيها الموظف ليل نهار، ولا يتوفر فيها الحد الأدنى للتطوير المهني والمستقبل الوظيفي.
وإن كان أصحاب العمل مصرين على رأيهم تجاه الشاب السعودي، فمالذي يدفعه لتأسيس منشأته في هذا البلد؟ جزء رئيسي من أي استثمار في أي بلد هو العنصر البشري الممثل بمواطني هذا البلد، إن كان صاحب العمل يعتقد أن العناصر البشرية في هذا البلد غير مؤهلة وكسولة وغير صالحة للإنتاج فليبحث عن بلد آخر ليؤسس فيها شركته؛ بلد يجد فيها مواردا بشرية تمنحه كفاءة أعلى وربحية أكبر.
لقد أدمن القطاع الخاص على عمالة رخيصة – غير متعلمة – ترضى بأقل الأجور – معدل رواتب الأجانب أقل من 800 ريال شهريا – وتقبل بأن تعمل لساعات طويلة قد تزيد أحيانا على 12 ساعة يوميا. وحان وقت التغيير، يجب أن ينسى القطاع الخاص زمن العمالة الرخيصة، فملايين من الشباب سيدخلون سوق العمل خلال السنوات العشر القادمة، واستقرار البلد مرهون بالقدرة على خلق وظائف كافية لاستيعاب هذه الملايين وضمان حياة كريمة لهم. وإن أصر أصحاب العمل بترديد خرافة السعودي الكسول، فردنا سيكون: هل سيكون كسولا لو كان راتبه 12 ألف ريال؟ |
|
Numbers of comments (31)
|
|
طموح