|
تفاصيل المقالة |
|
|
قائمة المقالات | إبحث في المقالات | مقالات أخرى في مقالات | مقالات أخرى من عبد الوهاب الفايز |
(نطاقات) .. لتجارة التجزئة! |
الكاتب: عبد الوهاب الفايز - 10/09/2011 |
|
''كيف أقتنع أننا قادرون على محاربة البطالة، بينما نرى في تجارة التجزئة كيف أن جنسية واحدة تكاد تسيطر على نشاط كامل، مثل محطات الوقود، فخلال سنتين انتزعت السيطرة عليها من جنسية أخرى.. ونحن نتفرج!! كيف تفرض جنسية إرادتها وتحقق أهدافها ونحن، دولة ومجتمعا، نعاني لفتح وظائف جديدة لأبنائنا ونتحدث عن السعودة منذ سنين عديدة!'' .. مواطن سعودي تقتله الحيرة!
تبدأ اليوم التطبيقات العملية لمشروع نطاقات الذي يستهدف ترتيب أوضاع سوق العمل، ورغم أن هذا المشروع خطوة إيجابية ضرورية مهمة يجب علينا جميعا دعمها وعدم مقاومتها، وتبقى خطوة أولى محدودة لن تصلح خلل سوق العمل، فمشروع نطاقات (علاج للأعراض)، والعلة الكبرى في تجارة التجزئة، فهي مستودع الوظائف ومنطلق التجارة.. إنها الكنز المسلوب من أيدي السعوديين.
إن أوضاعها الحالية ستقود جيلا من السعوديين لأن يتحولوا إلى (أجراء وموظفين وخدم) لدى الشركات والأثرياء الذين سيخرجون من بطون المحال الصغيرة التي لا أحد الآن يهتم بوضعها .. أو بالأحرى لا أحد يريد أن يهتم بها!
هل المجتمع ومؤسسات الدولة، كل طموحها أن ينتهي الكثير من شبابنا إلى وظائف الحد الأدنى للأجور؟
لماذا لا يكون طموحنا وتطلعنا أن يكون شبابنا روادا في توليد الثروة عبر بناء الشركات والمصانع ومؤسسات التجارة الرائدة؟
لقد ظللنا لسنوات نستنفد الجهد خلف مشروع السعودة، ونركز الجهد على المنشآت الخاصة الكبيرة وهذه لو تمت سعودتها (مائة بالمائة) لما حلت سوى جزء يسير من مشكلة البطالة .. ورغم الإيجابيات التي تحققت لمشروع السعودة، إلا أنه وضعنا جميعا في جبهة القتال الخطأ، فبدل أن نواجه العدو الذي أمامنا (البطالة) انقسمنا على بعضنا إلى فسطاطين، وانصرفنا إلى استنزاف الرصيد السياسي للدولة ومعه التكاتف الاجتماعي، وكلا الرصيدين كنا وما زلنا نحتاج إليهما في تحديات أخرى تواجهها بلادنا.
في هذا المكان وفي غيره تحدث كثيرون عن خطورة أوضاع تجارة التجزئة مرات عديدة.. والغريب أن مؤسسات الدولة الرئيسة التي بيدها الشأن القومي لم نلمس منها تحركا يرقى إلى حجم المشكلة.. والمواطن الذي نقلنا تساؤلاته وقلقه في مدخل المقال يثير مشكلة وجودية، وهو محق عندما استغرب كيف تستطيع جنسية أن تقلب المعادلة لمصلحتها في قطاع تجارة المحروقات خلال سنتين وتنتزعها من جنسية أخرى، فهل نحن عاجزون أن نحقق مثل ذلك؟
المواطن البسيط يرى ويسمع ويتكلم.. ونرجو أن يقف عند هذا الحد، لأن الدولة ومؤسساتها هي التي بيدها المبادرة والحركة والفعل لعلاج المشكلات.
معركة الدولة الحقيقية هي في: سعودة التجارة.. وهذه تحتاج إلى إرادة دولة، ولا أحد يشك في إرادة الدولة عندما تكون هناك مصلحة عليا للوطن، ولكن نحن نشك في قدرة الأجهزة الحكومية وبلادتها وقلة حيلتها، فهي التي مع الأسف وفي حالات عديدة تقود الدولة إلى القضايا ـ لا نقول الخاسرة ـ ولكن ذات المردود البسيط على الدولة والمجتمع، وتهمل القضايا المصيرية ولا تعرف كيف تضعها في إطارها الصحيح الذي يبرز لولي الأمر أهميتها وخطورتها. |
|
التعليقات (6)
|
|
باحث اجتماعي عاطل